اسم الكاتب : د. جمال نزال ..عضو المجلس الثوري
لم تبين التحقيقات في محاولة اغتيال محافظ طولكرم بعد أن لحماس علاقة بالموضوع. وبالتالي لا نستطيع بشكل اعتباطي وعلى طريقتهم أن نطلق الإتهامات قبل انتهاء التحقيق.
وتظل الإغتيلات أسلوب حقير في العمل السياسي من سمات المجرمين. ومنذ استلام حماس الحكم في 2006 قتلت زهاء 700 مسلم من فلسطين. لم ينجح أي حزب إسلامي (حاكم) ما بين الساحل الغربي للمغرب وحتى أندونيسيا في كسر الرقم القياسي من الإغتيالات الذي نجحت بتسجيله حماس. محاولة اغتيال العميد طلال دويكات (ونشدد أننا لا نتهم أحدا بعد) هي آخر حلقات مسلسل الغدر الذي كتب سيناريوهاته الوسخة سياسيو حماس من ذوي العقلية الدموية. وسقط ضحيته خيرة ابناء الشعب الفلسطيني منهم العميد جاد تايه ومحمد غريب وجمال أبو الجديان وبهاء جرادة. البصمة هي هي. حمراء بظل أخضر.
الإغتيالات في مستهل الحوار: في حزيران 2007 كان الحوار في القاهرة متواصلا كما في غزة على وقع قذائف البتار والياسين تسقط على أهل فتح والسلطة في بيوتهم مغدورين. آخر الإتصالات بين مشعل والرئيس الفلسطيني قبل الإنقلاب كانت في حزيران. مشعل كان يعلم أن أحدهم يحفر نفقا في طريق يسلكها الرئيس لوضع عبوات ناسفة هدفها قتل محمود عباس الرئيس. واضع القنبلة قال وعدسات الكاميرا تصوره: 'وهاي (القنبله) مشان أبو مازن'. مشعل كان يعرف.. وهنية كان يعرف.. وكلاهما يهاتفان الرئيس. كيف حالك يا سيادة الأخ أبو مازن. إن شاء الله أنت بخير يا سيدي؟ لعلها غمامة وتزول.. وتعود -يا رب- الأمور إلى سابق عهدها من الهدوء. وقالوا: 'نعدك يا سيادة الرئيس أن نفعل ما نستطيع (بعد أن ننتهي من اغتيالك على خير بحوله تعالى سبحانه) لأن تعود الأومر إلى حالها. ونتضرع إلى المولي معز المؤمنين -إنه كريم مجيب الدعاء- أن يسدل ستار الرحمة عليك وعلى شعبنا المسلم الصابر اللهم آآآآآآآآآآآمين'.
وبالفعل سجل التاريخ أنهم كانوا يهاتفونه والإستعداد يجري بعلمهم لإغتيال رأس الشرعية كي تصبح حماس هي الرئيس!
من ينسى الماضي لن يسافر للمستقبل
وافقت السلطة مؤخرا (في الدورة الأخيرة من دورات التاريخ) على الورقة المصرية. وهي تجازف من خلاله بكسر استحقاق دستوري يؤجل الإنتخاات بعد أن كنا طرحنا تقديم موعدها قبل أكثر من سنتين. يعني ليس فقط أننا تنازلنا عن فكرة الإنتخابات المبكرة وفكرة الإستفتاء عليها بل تنازلنا ايضا عن فكرة إجراء الإنتخابات في موعدها! وذلك حتى من دون ضمان لأن تجري في الموعد البديل الذي اقترحناه نحن دون موافقة الخصوم عليه أي حزيران 2010. ولعلي استنطق تاريخ شطارتنا المعهودة لأتنبأ أننا سنقترح تاريخ 14 حزيران ذكرى الإنقلاب كيوم للإنتخابات كي نحفز حماس على المشاركة فيه بروح وثابة هي ذكرى انتصار!
هذا التسلسل في مواقفنا يذكرني بمرارة بقصة رواها المفكر الرحل عبد اللطيف عقل رحمه الله أواسط الثمانينيات تعجبني. وهي حكاية جارية عربية اسمها جواهر كانت تعمل وصيفة لإحدى الأميرات. وقادها الحظ العاثر لإسقاط عقد الأميرة في البئر. وجيئ بجواهر من شعرها وطلبوا منها أن تنزل البئر لانتشال العقد فصرخت بعناد وتحدي: ' والله ما بنزل!'. ثم ربطوها بالحبل من حول خصرها وهي تقول: ' والله ما بنزل!'. حشروا رجليها في حنجرة البئر وقفاها على حافته وهي تقول بتحدي وعناد: ' والله ما بنزل'!. انزلق قفاها البليد إلى الحنجرة وهبطت وهي تنظر للأعلى وتصيح: 'والله ما بنزل'! لامست قدماها الماء واقشعر قفاها وهي تقول: والله ما بنزل'! التقطت العقد ورفعوها من جديد وهي تقول: ' والله ما بنزل'! استلمت الأميرة عقدها وطردت الخادمة الغبية من شغلها وهي تقول: 'والله ما بنزل'!
أكاد اسمينا جواهر ونحن نوافق على كل شيئ آملين أن يهدي الله الذئب فيصبح حملا.
آخر نهفات عاشق الأزياء وتقمص الأدوار
تارة تراه بقميص وبنطلون كأنه أوروبي من الخواجات. وتارة تراه ببدلة رسمية وربطة عنق مزركشة كرجل أعمل (وهو الذي لم يزر في حياته قبل رئاسته العاثرة لمجلس الوزراء أي بلد في الأرض إلا مصر ولمرة واحدة في صباه), وتراة تراه في جلبية على رأسه طاقية خطيب يذكرك بصعيدي ميسور, وتارة على كتفه شال بني محمر كأنه من قندهار, وتراة هو في زي خليجي بطلة العربي! وفي كل زي يتحدث باختلاف كاختلاف أدوار سيد زيان في مسرحياته العديدة!
هنية وهذه المرة- بالزي الخليجي- يقول بما يشبه الجد (وبعض نساء فلسطين يصدق بعض ما يقول): 'لا أحد مخول بتوقيع اي اتفاق باسم الشعب الفلسطيني. لا منظمة التحرير ولا غيرها'!! زلة ال.. بالفين! واحدة من ترهاته الجديدة أفضل ما فيها هو توقيتها. فعشية الحوار الجديد في القاهرة, يتناسى هنية الذي لا يحب القراءة أن أشهر اتفاق بين الفصائل هو اتفاق القاهره الموقع في آذار 2005 . ويجهل في 2009 كذلك أن حماس وقعت عليه هي أيضا. وأبرز ما في اتفاق القاهرة هو توقيع الدحماس والجهاد على ورقة تخول بموجبها منظمة التحرير بالتفاوض باسم الشعب الفلسطيني مع من تريد وذلك بصفتها الممثل الشرعي الوحديد للشعب الفلسطيني. لن يكتب عباس محمود العقاد كتابا جديدا بعنوان 'عبقرية هنيه' بعد هذا التصريح. ونتساءل: كيف تسول لك نفسك وأنت رئيس وزراء مطرود من عمله بتهمة الخيانة العظمى أن تصرح عشية حوار جديد في القاهرة أنك لا تلتزم بأشهر اتفاق وقعته في القاهره نفسها؟ أي كمتزوج من ثلاث يصرح وهو في طريقه لخطبة الرابعه شبقا وفسوقا أنه في حل من عقود الزواج الحالية دون طلاق!
أي استهلال عاثر للحوار هاك؟ وكأنه يقول:' نذهب للقاهرة من أجل اتفاق جديد على اساس تراجعنا عما سبقه! الأغبياء نحن؟ أم سوانا مجنون؟ مستهل الحوار عندهم إذن يقوم على ركيزتين:
الأولى تراجع (سهوا؟) عن اتفاق سابق
والثانية محاولة اغتيال محافظ طولكرم (لم يثبت تورطهم بها بعد- نسجلها للموضوعية والعدل).
هناك أكثر من سبب لتواجدنا في الحوار وما من سبب لغيابنا عنه. هذا للتسجيل. ولكني أنتمي إلي أقلية في الحركة ممن لا ثقة لهم بقدرة حماس على الوصول لاتفاق أو التزامها به. ما تبحث عنه حماس في القاهرة ليس وفاقا بل هو التالي:
أولا: كسر الإستحقاق الدستوري المتعلق بالإنتخابات
الثاني: استغلال درجة متدنية من الوفاق لإستعادة مربع نفوذ في الضفة تنطلق منه لانقلاب جديد. دون تقديم أي تنازل في غزة.
رؤية بديلة تكمل الحوار
أبناء جيلي يعرفون أن الحوار مع حماس بدا في السودان عام 1989 واستمر عشرين عاما نتيجتها انقلاب مسح وجودنا من نصف الوطن. الحوار خير ولكن نتائجه شرور. هذه خلاصة التجربة وليست مجرد ادعاءات.
وأنا أحذر من منح حماس مربع ولو بحجم نصف سنتمتر في الضفة. لأن أي مربع لأي حركة إنقلابية يعادل مساحة رقعة الدم التي ستخلفها في كل مسالكها الشيطانية. لسنا بحاجة لحماس في الضفة. لا تستطيع حماس أن تقدم لنا شيئ في حربنا ضد الإستيطان. ولا تستطيع أن تقعل أي شيئ لإعاقة الوصول لاتفاق (هو مستبعد الآن) مع إسرائيل. بعنى أنها ليست في موقع أن تجعلنا أغنياء بشيئ جديد نسعى إليه أو فقراء عن شيئ هو عندنا الآن. لا تقديم ولا تأخير. ولذلك فإن اي هدايا غير ضرورية من جانبنا سندفع ثمنها دما ودموع. الكرم الزائد هبل زائد.
وفي السبق قامت دعوتنا لإشراك حماس بما هو لنا نحن أي السلطة على اساسين:
1. دعوهم يقووا شوكتنا في المقاومة والحرب الشعبيه.
2. دعوهم يشاركوا بالسلطة بما يطمعم بمساعدتنا على تمرير الحل ويقعدهم عن تعطيله.
هذه العقيدة سقطت لسببين:
1. حماس لا تقاوم.
2. التزامها بالهدنة الدافئة يجعلها كسيحة عن تعطيل أي حلول.
وهذا معناه في ركنين- اثنين:
1. نستطيع تحمل أعباء المقاومة والمهادنة ومعاودة المقاومة بدون الدحماس
2. نستطيع الوصول للحل بدون بركاتهم وبدون عوائقهم التي تنازلوا عنها مقابل شاطئ عادم بلا رمال.
أنا لا أدعو للتخلف عن الحوار. بل أدعو إلى التلويح بانتخابات بدون حماس. فمشاركتها بها ليست شرطا لنجاحها. وأنظر أنجح حكومة فلسطينية بتوجيهات الرئيس! لا تحتاج لبركات الإنقلاب لتنجح. حكومة طوارئ لمدة عامين. عسل! الحنبلية الزائدة مضرة في السياسة. فلتكن الإنتخابات حيث أمكن والدولة على اي شبر حر. وحيث لا تجري الإنتخابات سيحلها الحلال. ولنا في مؤتمر فتح واستكمال عضوية التنفيذية كنجاحات إعجازية للرئيس عباس أسوة حسنة. ولن يعجز عن إبداع نجاح ثالث في أقل من ستة شهور. حماس لا تريد الإنتخابات والإنتخابات شرعية بدون حماس. وموعدها قريب. فلتجري بموعدها وليكن ما يكون. وإن شاءت حماس انتخابات مبكرة بعد هذا سنفكر بها في 2011 و 2012 ونحن نزيل بقايا الهبر من بين اسناننا مترفين بهدوء. أقول أتركوهم في قمقمهم مع عفنهم وجرائمهم وخيبتهم وبؤس نواياهم وخبثهم ومخططات الإغتيالات في جواريرهم. ليس في هذه عنزة حماس قطرة من الحليب وليس لها قرون تناطح بها. أتركوهم هناك. وهناك فقط. فإن جاؤوا 'هنا' من اي باب سينهار كل شيئ وفي طليعة الاشياء تاج رأسنا أي قوات أمننا التي أدخلت مارد حماس في قنية صغيرة تصلح لإرضاع صغار البراغيث.
نحن في موقع قوة ويدنا على مقود النجاح. وسنفوز حتما بانتخابات يناير 2010 ولكننا قد نخسرها في حزيران. أدعو لتخيير الإنقلاب بين خيارين لا ثالث لهما ولا تفاوض حول أي منهما:
إما أن تسمح سلطة الإنقلاب غير الشرعية لشعب غزة بالتصويت والترشح في انتخابات 25 كانون ثاني 2009
وإما أن يجري منع حماس نفسها من المساركة بها.
قطعة الحلوى بألف دينار. ولم لا؟! المفتاح بيد الشرعية. والشرعية هي نحن. الدار دارنا نحن. والسلطة اخترعناها نحن. ولن نشارك فيها من يسعى لهدمها ثانية.
د. جمال نزال
لم تبين التحقيقات في محاولة اغتيال محافظ طولكرم بعد أن لحماس علاقة بالموضوع. وبالتالي لا نستطيع بشكل اعتباطي وعلى طريقتهم أن نطلق الإتهامات قبل انتهاء التحقيق.
وتظل الإغتيلات أسلوب حقير في العمل السياسي من سمات المجرمين. ومنذ استلام حماس الحكم في 2006 قتلت زهاء 700 مسلم من فلسطين. لم ينجح أي حزب إسلامي (حاكم) ما بين الساحل الغربي للمغرب وحتى أندونيسيا في كسر الرقم القياسي من الإغتيالات الذي نجحت بتسجيله حماس. محاولة اغتيال العميد طلال دويكات (ونشدد أننا لا نتهم أحدا بعد) هي آخر حلقات مسلسل الغدر الذي كتب سيناريوهاته الوسخة سياسيو حماس من ذوي العقلية الدموية. وسقط ضحيته خيرة ابناء الشعب الفلسطيني منهم العميد جاد تايه ومحمد غريب وجمال أبو الجديان وبهاء جرادة. البصمة هي هي. حمراء بظل أخضر.
الإغتيالات في مستهل الحوار: في حزيران 2007 كان الحوار في القاهرة متواصلا كما في غزة على وقع قذائف البتار والياسين تسقط على أهل فتح والسلطة في بيوتهم مغدورين. آخر الإتصالات بين مشعل والرئيس الفلسطيني قبل الإنقلاب كانت في حزيران. مشعل كان يعلم أن أحدهم يحفر نفقا في طريق يسلكها الرئيس لوضع عبوات ناسفة هدفها قتل محمود عباس الرئيس. واضع القنبلة قال وعدسات الكاميرا تصوره: 'وهاي (القنبله) مشان أبو مازن'. مشعل كان يعرف.. وهنية كان يعرف.. وكلاهما يهاتفان الرئيس. كيف حالك يا سيادة الأخ أبو مازن. إن شاء الله أنت بخير يا سيدي؟ لعلها غمامة وتزول.. وتعود -يا رب- الأمور إلى سابق عهدها من الهدوء. وقالوا: 'نعدك يا سيادة الرئيس أن نفعل ما نستطيع (بعد أن ننتهي من اغتيالك على خير بحوله تعالى سبحانه) لأن تعود الأومر إلى حالها. ونتضرع إلى المولي معز المؤمنين -إنه كريم مجيب الدعاء- أن يسدل ستار الرحمة عليك وعلى شعبنا المسلم الصابر اللهم آآآآآآآآآآآمين'.
وبالفعل سجل التاريخ أنهم كانوا يهاتفونه والإستعداد يجري بعلمهم لإغتيال رأس الشرعية كي تصبح حماس هي الرئيس!
من ينسى الماضي لن يسافر للمستقبل
وافقت السلطة مؤخرا (في الدورة الأخيرة من دورات التاريخ) على الورقة المصرية. وهي تجازف من خلاله بكسر استحقاق دستوري يؤجل الإنتخاات بعد أن كنا طرحنا تقديم موعدها قبل أكثر من سنتين. يعني ليس فقط أننا تنازلنا عن فكرة الإنتخابات المبكرة وفكرة الإستفتاء عليها بل تنازلنا ايضا عن فكرة إجراء الإنتخابات في موعدها! وذلك حتى من دون ضمان لأن تجري في الموعد البديل الذي اقترحناه نحن دون موافقة الخصوم عليه أي حزيران 2010. ولعلي استنطق تاريخ شطارتنا المعهودة لأتنبأ أننا سنقترح تاريخ 14 حزيران ذكرى الإنقلاب كيوم للإنتخابات كي نحفز حماس على المشاركة فيه بروح وثابة هي ذكرى انتصار!
هذا التسلسل في مواقفنا يذكرني بمرارة بقصة رواها المفكر الرحل عبد اللطيف عقل رحمه الله أواسط الثمانينيات تعجبني. وهي حكاية جارية عربية اسمها جواهر كانت تعمل وصيفة لإحدى الأميرات. وقادها الحظ العاثر لإسقاط عقد الأميرة في البئر. وجيئ بجواهر من شعرها وطلبوا منها أن تنزل البئر لانتشال العقد فصرخت بعناد وتحدي: ' والله ما بنزل!'. ثم ربطوها بالحبل من حول خصرها وهي تقول: ' والله ما بنزل!'. حشروا رجليها في حنجرة البئر وقفاها على حافته وهي تقول بتحدي وعناد: ' والله ما بنزل'!. انزلق قفاها البليد إلى الحنجرة وهبطت وهي تنظر للأعلى وتصيح: 'والله ما بنزل'! لامست قدماها الماء واقشعر قفاها وهي تقول: والله ما بنزل'! التقطت العقد ورفعوها من جديد وهي تقول: ' والله ما بنزل'! استلمت الأميرة عقدها وطردت الخادمة الغبية من شغلها وهي تقول: 'والله ما بنزل'!
أكاد اسمينا جواهر ونحن نوافق على كل شيئ آملين أن يهدي الله الذئب فيصبح حملا.
آخر نهفات عاشق الأزياء وتقمص الأدوار
تارة تراه بقميص وبنطلون كأنه أوروبي من الخواجات. وتارة تراه ببدلة رسمية وربطة عنق مزركشة كرجل أعمل (وهو الذي لم يزر في حياته قبل رئاسته العاثرة لمجلس الوزراء أي بلد في الأرض إلا مصر ولمرة واحدة في صباه), وتراة تراه في جلبية على رأسه طاقية خطيب يذكرك بصعيدي ميسور, وتارة على كتفه شال بني محمر كأنه من قندهار, وتراة هو في زي خليجي بطلة العربي! وفي كل زي يتحدث باختلاف كاختلاف أدوار سيد زيان في مسرحياته العديدة!
هنية وهذه المرة- بالزي الخليجي- يقول بما يشبه الجد (وبعض نساء فلسطين يصدق بعض ما يقول): 'لا أحد مخول بتوقيع اي اتفاق باسم الشعب الفلسطيني. لا منظمة التحرير ولا غيرها'!! زلة ال.. بالفين! واحدة من ترهاته الجديدة أفضل ما فيها هو توقيتها. فعشية الحوار الجديد في القاهرة, يتناسى هنية الذي لا يحب القراءة أن أشهر اتفاق بين الفصائل هو اتفاق القاهره الموقع في آذار 2005 . ويجهل في 2009 كذلك أن حماس وقعت عليه هي أيضا. وأبرز ما في اتفاق القاهرة هو توقيع الدحماس والجهاد على ورقة تخول بموجبها منظمة التحرير بالتفاوض باسم الشعب الفلسطيني مع من تريد وذلك بصفتها الممثل الشرعي الوحديد للشعب الفلسطيني. لن يكتب عباس محمود العقاد كتابا جديدا بعنوان 'عبقرية هنيه' بعد هذا التصريح. ونتساءل: كيف تسول لك نفسك وأنت رئيس وزراء مطرود من عمله بتهمة الخيانة العظمى أن تصرح عشية حوار جديد في القاهرة أنك لا تلتزم بأشهر اتفاق وقعته في القاهره نفسها؟ أي كمتزوج من ثلاث يصرح وهو في طريقه لخطبة الرابعه شبقا وفسوقا أنه في حل من عقود الزواج الحالية دون طلاق!
أي استهلال عاثر للحوار هاك؟ وكأنه يقول:' نذهب للقاهرة من أجل اتفاق جديد على اساس تراجعنا عما سبقه! الأغبياء نحن؟ أم سوانا مجنون؟ مستهل الحوار عندهم إذن يقوم على ركيزتين:
الأولى تراجع (سهوا؟) عن اتفاق سابق
والثانية محاولة اغتيال محافظ طولكرم (لم يثبت تورطهم بها بعد- نسجلها للموضوعية والعدل).
هناك أكثر من سبب لتواجدنا في الحوار وما من سبب لغيابنا عنه. هذا للتسجيل. ولكني أنتمي إلي أقلية في الحركة ممن لا ثقة لهم بقدرة حماس على الوصول لاتفاق أو التزامها به. ما تبحث عنه حماس في القاهرة ليس وفاقا بل هو التالي:
أولا: كسر الإستحقاق الدستوري المتعلق بالإنتخابات
الثاني: استغلال درجة متدنية من الوفاق لإستعادة مربع نفوذ في الضفة تنطلق منه لانقلاب جديد. دون تقديم أي تنازل في غزة.
رؤية بديلة تكمل الحوار
أبناء جيلي يعرفون أن الحوار مع حماس بدا في السودان عام 1989 واستمر عشرين عاما نتيجتها انقلاب مسح وجودنا من نصف الوطن. الحوار خير ولكن نتائجه شرور. هذه خلاصة التجربة وليست مجرد ادعاءات.
وأنا أحذر من منح حماس مربع ولو بحجم نصف سنتمتر في الضفة. لأن أي مربع لأي حركة إنقلابية يعادل مساحة رقعة الدم التي ستخلفها في كل مسالكها الشيطانية. لسنا بحاجة لحماس في الضفة. لا تستطيع حماس أن تقدم لنا شيئ في حربنا ضد الإستيطان. ولا تستطيع أن تقعل أي شيئ لإعاقة الوصول لاتفاق (هو مستبعد الآن) مع إسرائيل. بعنى أنها ليست في موقع أن تجعلنا أغنياء بشيئ جديد نسعى إليه أو فقراء عن شيئ هو عندنا الآن. لا تقديم ولا تأخير. ولذلك فإن اي هدايا غير ضرورية من جانبنا سندفع ثمنها دما ودموع. الكرم الزائد هبل زائد.
وفي السبق قامت دعوتنا لإشراك حماس بما هو لنا نحن أي السلطة على اساسين:
1. دعوهم يقووا شوكتنا في المقاومة والحرب الشعبيه.
2. دعوهم يشاركوا بالسلطة بما يطمعم بمساعدتنا على تمرير الحل ويقعدهم عن تعطيله.
هذه العقيدة سقطت لسببين:
1. حماس لا تقاوم.
2. التزامها بالهدنة الدافئة يجعلها كسيحة عن تعطيل أي حلول.
وهذا معناه في ركنين- اثنين:
1. نستطيع تحمل أعباء المقاومة والمهادنة ومعاودة المقاومة بدون الدحماس
2. نستطيع الوصول للحل بدون بركاتهم وبدون عوائقهم التي تنازلوا عنها مقابل شاطئ عادم بلا رمال.
أنا لا أدعو للتخلف عن الحوار. بل أدعو إلى التلويح بانتخابات بدون حماس. فمشاركتها بها ليست شرطا لنجاحها. وأنظر أنجح حكومة فلسطينية بتوجيهات الرئيس! لا تحتاج لبركات الإنقلاب لتنجح. حكومة طوارئ لمدة عامين. عسل! الحنبلية الزائدة مضرة في السياسة. فلتكن الإنتخابات حيث أمكن والدولة على اي شبر حر. وحيث لا تجري الإنتخابات سيحلها الحلال. ولنا في مؤتمر فتح واستكمال عضوية التنفيذية كنجاحات إعجازية للرئيس عباس أسوة حسنة. ولن يعجز عن إبداع نجاح ثالث في أقل من ستة شهور. حماس لا تريد الإنتخابات والإنتخابات شرعية بدون حماس. وموعدها قريب. فلتجري بموعدها وليكن ما يكون. وإن شاءت حماس انتخابات مبكرة بعد هذا سنفكر بها في 2011 و 2012 ونحن نزيل بقايا الهبر من بين اسناننا مترفين بهدوء. أقول أتركوهم في قمقمهم مع عفنهم وجرائمهم وخيبتهم وبؤس نواياهم وخبثهم ومخططات الإغتيالات في جواريرهم. ليس في هذه عنزة حماس قطرة من الحليب وليس لها قرون تناطح بها. أتركوهم هناك. وهناك فقط. فإن جاؤوا 'هنا' من اي باب سينهار كل شيئ وفي طليعة الاشياء تاج رأسنا أي قوات أمننا التي أدخلت مارد حماس في قنية صغيرة تصلح لإرضاع صغار البراغيث.
نحن في موقع قوة ويدنا على مقود النجاح. وسنفوز حتما بانتخابات يناير 2010 ولكننا قد نخسرها في حزيران. أدعو لتخيير الإنقلاب بين خيارين لا ثالث لهما ولا تفاوض حول أي منهما:
إما أن تسمح سلطة الإنقلاب غير الشرعية لشعب غزة بالتصويت والترشح في انتخابات 25 كانون ثاني 2009
وإما أن يجري منع حماس نفسها من المساركة بها.
قطعة الحلوى بألف دينار. ولم لا؟! المفتاح بيد الشرعية. والشرعية هي نحن. الدار دارنا نحن. والسلطة اخترعناها نحن. ولن نشارك فيها من يسعى لهدمها ثانية.
د. جمال نزال