http://www.mmlaketel7ob.yoo7.com



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

http://www.mmlaketel7ob.yoo7.com

http://www.mmlaketel7ob.yoo7.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
http://www.mmlaketel7ob.yoo7.com

    ..... أنا وغزة والملثم.........!

    Admin
    Admin
    ¨°o.O ( ..^ المدير العام ^.. ) O.o°¨
    ¨°o.O ( ..^ المدير العام ^.. ) O.o°¨


    عدد المساهمات : 71
    تاريخ التسجيل : 23/09/2009
    العمر : 42
    الموقع : فى مكان بعيـــــــــد

    ..... أنا وغزة والملثم.........! Empty ..... أنا وغزة والملثم.........!

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء نوفمبر 03, 2009 12:40 pm

    كان الليل عفياً ذاك المساء

    النجوم نصف نائمة

    والقمر مسافر إلى عالم الخيال

    وكنت في الشرفة أقف شاردة

    أحدق في نهاية الشارع المظلمة

    وهيئ لي أن العتمة هناك تحركت

    وبعد قليل تجسدت رجالاً طوال

    لم أر في العتمة سوى عيون لامعة

    وخيالات تقترب بخفة

    تراجعت و أخفيت شهقة في صدري

    وبرغم سرعتي لمحتني إحدى العيون

    ورأيت في العينين ابتسامة وراء لثام

    سريعة خاطفة كأنها خيال

    وفي لحظة اشتعل السكون

    وزمجرت من كل اتجاه

    أصوات كريهة تزوم

    وفجأة انفض جمع الرجال

    تعثر ذو العين الباسمة

    فركضت للباب وجذبته للداخل

    تعالت أصوات غريبة في الشارع

    واقتربت أقدام هائجة من الباب

    فأشرت للملثم لشرفة قريبة

    منها قفز إلى أخرى

    وبرغم أن السماء كانت تشتعل

    والأرض تغص بجنون اللاهثين خلفه

    استدار أمرني بعينين متعبتين ولكن حازمتين
    :
    ألا أفتح الباب لغريب آخر

    ثم اختفى بين أشجار عرفته وعرفها

    ووقفت أنا مكاني .. وحين استدرت

    كان الأعادي يملئون البيت

    مشيت بينهم أخفي شماتتي وجلست

    أقسم أبي بكل مقدس أنه لم يدخل أحد

    وارتجفت أخواتي وراء أمي وأنا

    على كرسيي أراقب جنون هزيمة

    تقت إليها أياماً طوال
    ..

    في اليوم التالي خرجت للشارع

    وكان الناس ما يزالون مشدوهين

    يتهامسون على الملثم الذي اختفى كالسراب

    وإن كان اختبئ فوراء أي باب؟

    وكنت أمشي بينهم وعقلي مسافر مع العينين المتعبتين

    أتذكر الصوت القوي والكلمات القليلة

    فأشعر للحظات أنها كانت ليلة مسحورة

    وأن الملثم فارس وأنني كنت الأميرة

    وبينما أنا على شرودي

    طالعتني عينان متعبتان باسمتان

    غمزت لي إحداهما من وراء جريدة

    ومر بي كالطيف

    لكنت قلت أنه وهم لولا

    كلمة "شكراً".. وحين وصلت مدرستي

    فوجئت أن في جيب حقيبتي جريدة !!

    بعدها أصبحت أرى الملثم كثيرا
    ً
    كأنه يتبعني .. كأنه ظلي .. كأنه موجود لأجلي

    إن تطاول أحدهم نال العقاب

    وإن اشتعلت النار حولي يظهر من اللا شيء

    وبعد أن يخرجني يختفي كالسراب
    وحين أذكره أجده أمامي يخفي وجهه

    وراء لثام أو جريدة أو حتى كتاب

    لا أرى منه سوى العينين المتعبتين

    اعتدتهما وبت أعرفهما من بين ملايين العيون

    عاديتين كعيني أخي أو جاري لكنهما كانتا

    من دون العيون تجدان طريقهما لخفق القلب بانسياب

    وفي يوم كانت الحجارة والرصاص مطر

    عدت أدراجي للبيت أفكر بذي العينين المتعبتين
    ثم وجدته فجأةً يركض باتجاهي

    دفعني أمامه في طريق جانبية

    وتعالت طلقات الرصاص ورائي

    ومن طريق إلى طريق نجري قابضاً على يدي

    حتى وصلنا إلى بيارة ما

    وهناك تهاوى على كتفي وسقطنا تحت شجرة زيتون

    كان الجو ربيعاً لكن ريح ألم عصفت بنا

    كان الوقت ربيعاً وسقى الورد من دمائه نهر

    تكلم الوهن في عينيه حين سألته إن كان بخير
    ..
    وزمجرةُ سيارات مفترسة تقترب ردت علي

    أشار إلى جدار قريب وطلب من الرحيل

    مددت يدي ترتجف على اللثام فأزاحها

    وصرخ بي بغضب أن أرحل

    فتركته وركضت وأنا أبكي بقهر

    حين وصلت البيت دخلت غرفتي

    وأغلقت الباب ووقفت أمام المرآة

    وعلى كتفي كانت هناك دماء

    خلعت قمصي وأخفيته

    وفي اليوم التالي خرجت من مخيم قريب

    جنازة لملثم روى بدمائه كلها شجرة زيتون

    حمله ملثمون مثله وهتف الناس للشهيد

    وقفت على الرصيف أنظر للجسد المحمول

    وأتخيله عينين عنيدتين جداً لكن متعبتين

    أغمضت عيناي على الذكرى وحين فتحتهما

    كان يقف أمامي على الرصيف الآخر

    يبتسم من خلف اللثام

    وللحظة كدت أركض نحوه

    لكن حال بيننا أناس كثيرون يحملون أعلام

    وحين ذهبوا كان قد اختفى

    كالحلم .. كنجمة مسافرة تختفي

    قبل أن يرتد طرف العين ..

    وفي المدينة بقي الناس لأيام وشهور

    يرددون حكايات الملثم وانتصارات الملثم

    ويقسمون بكل الأيمان أن رائحة المسك

    ما تزال تفوح من شجرة الزيتون

    ولولا أنني كنت هناك .. لما صدقت

    ولولا أن خزانتي تقول ما قالوا
    ..
    ما آمنت ولولا أن المسك ما يزال

    في قميصي لكنت قلت أنهم يصدقون

    فقط لأنهم طيبون !!

    والملثم كان جرحاً أخيراً

    وفي الحقيقة أنه استعصى على الكتاب
    لكن لأن الجرح بالجرح يُذكر

    كان لزاماً أن أذكره
    أو لأنه يعيش معي ولا أنساه أبداً ..

    ذكرني هو بالكتاب ..
    وفي ذاك الكتاب جراح كثيرة

    لكن لا جرح مثل هذا يقف حلماً

    حين يُذكر يصبح كل ما قبله وكل ما بعده
    .. مجرد .. سراب
    وغزة مثلي تعرف الملثم

    وغزة مثلي تعشق الملثم

    وغزة مثلي تعيش زمنها
    وتحب من أبنائها المختال

    وتحب من أبنائها الحزين

    وتحب من أبنائها العاق

    وتحب من أبنائها الرحيم

    وحين تشتد الخطوب تعود
    لشجرة الزيتون وتحني شعرها

    بحنة ممزوجة بتراب روته

    دماء الملثم ..

    وتغسل شعرها في البحر فيحمر موجه

    وينجب ألف ألف ملثم
    وكل واحد منهم يفديها

    وعيناه المتعبتان لها ..

    تتبسم ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس سبتمبر 19, 2024 2:14 am