شموخ العظماء في وجه الإستكباريين وصمود باقي فينا يا زعيم
بقلم : نصر فؤاد أبو فول
أبا عمار نعتذر ولو للحظة واحدة إننا مقصرون بحقك بحق القائد المناضل الفذ العنيد المقاتل الشجاع الفلسطيني صاحب الكوفية السوداء , لن يكفينا الدموع ولو بحر الأجل انتهى , لن يكفينا القلب الموجوع أن يتذكر مآسي وذكريات عشتها في حرب لبنان والأردن وفلسطين وتونس وإعلان الاستقلال الفلسطيني بالجزائر , في ذكراك الخامسة بك يا ' زعيمنا ' شمخت نفوسنا وعلت هممنا ورفعنا رؤوسنا ، فكيف لا نشمخ وأنت تسري في كل شيء جميل في حياتنا مسرى الدم في العروق ؟!! كيف لا نشمخ وأنت من قاد سفينة الحياة بنا فكانت صلابتك ورؤياك هي طريق النجاة إلى بر الآمان ؟!! فأرفع رأسك فأنت هلال الشعب الذي لا يغيب , أنت الفكر والنبض والبركان المهيب .
ياسر أنت كل الشعب والشعب ما بموت وذكراك الخامسة اليوم تبنى على دموع ومآسي أهل فلسطين لفقدها بطل الثورة وزعيم الأمة ضد الاحتلال الغاصب والمحتل لأرضنا , خمس سنوات على رحيلك المؤلم تنقضي لتتركنا في دوامة سوء الأحوال وقساوة الظروف , خمس سنوات تمر على مشاهد الخراب السياسي والانهيار الأمني والانقسام الداخلي ، وكأنها لا تريد النظر إلينا وتصر على الهروب من مسار الطريق الذي حرفناه عن الهدف الذي قضيت من أجله يا سيد الرجال وقائد ثورة الأحرار والأبطال !!!
أي ذكرى يا أبا عمار هذه التي ارتجفت لها الأقلام , في هذه الأيام , في ذكراك الخامسة يرتجف القلم أكثر مما مضى ويتساقط منه حبر الألم بغزارة فائقة , فاليوم لو نزفت دفاتر التاريخ حروفها دما لما استطاعت أن تكتب لرجل في إنسانيتك وحنكتك ورمزيتك , لشخص ذو مكانة بين الأمم لرمز وضع منهاج الثورة وأسكت كل قزم , لقائد هو التاريخ بعينه وهو الموقف الحاسم والأسطورة الساطعة لياسر هو السارية وهو العلم , فمن سواك علمنا معنى الصبر والصمود والثبات في شدة البلاء وزرع في نفوسنا كنوز الحب والوفاء لله والأرض والوطن !!! من غيرك كان يبدد غمامة الحزن من أعيننا ويزرع في نفوسنا البقاء ، فأنت جدول الحنان الناضب ومنارة الرحمة المضيئة !!! أنت الذي خلعت ثوب الدنيا الزائف وتحليت بزي الآخرة الحقيقي.
فوا لله لو كان الموت الحق يفتدى لأفتديناك ' سيدي ' بأرواحنا ولو كانت السنوات تعطى لوهبناك سنوات الصبا والشباب وأحلى أيام العمر , فمن كان يستطيع أن يجبر العالم بالاعتراف بالكوفية الفلسطينية رمز الشعب الفلسطيني , وقبل أن نبكي فراقك الموجع تنهمر دموعنا لوعة وحسرة على تلك الأوضاع المخجلة المخزية التي داهمت واقعنا واغتالت بلا رحمة روح مستقبلنا الذي فارقتنا وأنت ترسم خيوطه وتضاريسه البهية لنا وللأجيال القادمة !!! يغيب جسدك المنتصب وتبقى ذكراك ' أبا عمار ' يا أعز الشهداء وأعظمهم , يا أستاذنا الجليل ويا حارس حلمنا الفلسطيني الجميل .
سنبقى أبا عمار على عهدك عهد كل الشهداء الأخيار , لن تفتت دولة الاحتلال صمودنا الذي عزمنا به على مقارعته فهم قتلوك لهذا السبب وظنوا أن قتلك قتل الشعب الفلسطيني , فشعبك حافظ على الأمانة التي أعطيتنا إياها أعطيتنا أمانة ليست كأي أمانة إنها أمانة فلسطين الحبيبة .
إنها فلسطين يا أبا عمار تناديك إنها فلسطين تنادى يا ياسر قم وارفع رأسك بشعبك البطل المناضل الذي يقارع الاحتلال ليل نهار لا يكل ولا يمل من الإرهاب الصهيوني , الشعب الفلسطيني يقاوم يزرع الخوف في قلوب أعدائه ولا يهاب في الله لومة لائم فقط لأنه صاحب القضية المركزية " قضية فلسطين " فنحن أصحاب القضية ونحن أهل الدار وسنبقى ندافع عنها مهما طال الزمن أو قصر .
أبا عمار , نقسم أمامك أن نبقى الأمناء المحافظين على قداسة الدم الفلسطيني وطهارة الثوابت الوطنية والنضالية , في ذكراك نتضرع إلى الله العلي القدير باكين داعين : يا الله يا رحيم ... قبلنا بقضائك وقدرك بنفوس راضية مطمئنة ، لكننا محزونون ... يا الله يا حكيم قبلنا بحكمتك ، لكننا مكلومون ... ففراق ربان سفينتنا يدمي القلوب ... وعزاؤنا أنه أسس لنضال يستمر وعطاء يتواصل وانتماء لا ينتهي ... فلك الله ما أعطيت وما أخذت وكل شيء عندك بأجل مسمى وإنا بقضائك راضون ولا نقول إلا ما يرضيك .